حالة من الهلع أصابت أهالي بنبلة عندما علموا بإختفاء التلميذة نهى بوكعبة البالغة من العمر 16سنة من أمام
معهدها بمدينة بنبلة من ولاية المنستير صباح أمس ولم يعثر لها على أثر إلى حد الآن .
وبالعودة إلى تفاصيل عملية الإختطاف والإختفاء إلى حد الآن.. فلقد أعلمتنا إبنة خال المختطفة تيسير العقاب قائلة: غادرت نهى المنزل نحو معهدها لإجراء إمتحان في السنة أولى ثانوي بمعهد علي بورقيبة ببنبلة.. ولقد كانت في منتهى الهمة والنشاط والجاهزية لخوض غمار الإمتحان والأسبوع المغلق ...ولكن عند دخولها إلى المعهد تم منعها هي وبعض زميلاتها من الإلتحاق بالفصل بدعوى أنها لم تكن ترتدي ميدعتها وهو ما جعلها تغادر المعهد لتتصرف في كيفية جلب ميدعتها التي تركتها في المنزل.
ولكن قبل ذلك تفيد قريبة التلميذة مستدركة ومتدفقة في الكلام : فلقد أسرت نهى إلى إحدى قريبات العائلة التي صاحبتها صباحا في الذهاب إلى المعهد أن شاحنة صغيرة كانت على طريق المعهد لتوزيع السمك على ما يبدو بها شابان مسترابان ينظران إليها بحدة ويراقبان تحركاتها..!
وعندما خرجت نهى لجلب الميدعة رأتها قريبتها أمام المعهد واقفة والمكان مقفر تماما من الناس إلا من تلك الشاحنة فدخلت القريبة إلى المعهد لإدخال طفليها إلى القسم وعندما خرجت لم تجد نهى ولا الشاحنة ولا أي مواطن في المكان.
ومن هنا بدأ البحث عن نهى في كل مكان وفي كل المنازل. ولقد إنطلق السؤال عنها عند كل صديقاتها وأقربائها. ولا أحد قال رأيتها... ! ولا أحد كان يعرف أين ذهبت نهى ؟
هذا وقد إتصلت عائلة نهى بشرطة المكان بقصد البحث عنها وفك شفرة سر إختفائها أو إختطافها...ولكن مرت إلى حد الآن أكثر من 24 ساعة على غياب التلميذة ولا جديد تحت شمس الحقيقة ...
فالرجاء من كل من يتعرف على صاحبة الصورة نهى بوكعبة الإتصال بأقرب مركز شرطة فعائلتها الآن في وضع مأساوي صعب وتتحرق شوقا إلى معرفة أين ذهبت نهى. ومن هي الجهة التي إختطفتها ؟
ظاهرة مخزية
وتعود ظاهرة اختطاف الأطفال إلى الواجهة في تونس لتأخذ أبعاداً أوسع من السابق، يصاحبها نقاش ساخن على كل المستويات السياسية والاجتماعية والأمنية والتشريعية والقضائية، بين معالجة الظاهرة والوقوف على أسبابها والحد من انتشارها وصولاً إلى القضاء عليها.
هذه الظاهرة ما زالت تزداد تفاقماً سواء من حيث ارتفاع نسب ضحاياها أو النهايات التراجيدية التي يصير إليها مسلسل الاختطاف، نهايات تحيلنا إلى أفلام رعب وخواتهما الحزينة.
أطفال في عمر الزهور يختطفون من أمام منازلهم أو من الطريق إلى المدرسة أو عند عودتهم منها.. وبعد مدة من الاختفاء وعمليات البحث المضنية من دون نتيجة، يعثر على المختَطفين إما مذبوحين أو استقر بهم الحال في عمق بئر أو ملفوفين في أكياس بلاستيك بعد التنكيل بهم.
هي ظاهرة أربكت الأسر التونسية، ضحيتها أطفال دفعوا ثمن تصفية حسابات عائلية أو ابتزاز أو لمجرد شهوات جنسية مريضة.
وإننا ندعو هنا إلى مراجعة إستراتيجية الأمن بغية تحقيق الأمن وحفظ الأرواح، ووضع حد لمسلسل الاختطاف والقصاص من الجناة.
ترسانة قوانين ومطالب بتنفيذ الإعدام والخطاب التوعوي والحلول المرتكزة على مرافقة المجرمين واتخاذ الاحتياطات لتجنب وقوع حوادث مشابهة، يقابله خطاب آخر في المجتمع المطالب بمحاربة الظاهرة عبر تسليط أقصى العقوبات على المجرمين ألا وهي الإعدام.
عفوا ظاهرة الإختطاف مخزية جدا والصمت عنها أكثر خزيا والتسامح مع الجناة هو العار ذاته بل كل العار فمتى ينتهى هذا «الكوشمار»؟
وعودة إلى بدء نسأل ...من إختطف نهى ؟